برعاية مباشرة من السيد رئيس الجامعة أ.د. أسامة اسماعيل المشهداني وبإشراف السيد عميد كلية الطب أ.م.د.مؤمن جنيد الدبوني أقيمت في كلية الطب بجامعة نينوى وعلى قاعة الاستاذ الدكتور مزاحم الخياط دورة توعوية حول “مفهوم الإدمان وأثره في المجتمع العراقي” ، امتدت الدورة على مدى يومين من 8 إلى 9 ديسمبر 2024 مستهدفةً طلبة الكلية، في إطار توعية الأجيال القادمة من الأطباء حول دورهم الحاسم في مواجهة ظاهرة المخدرات وأثرها في المجتمع العراقي.
أهداف الدورة:
- تعزيز المعرفة حول المخدرات وأنواعها وأسباب تعاطيها: تناولت الدورة في محاورها الأولى تعريف المخدرات وأبرز أنواعها التي يعاني منها المجتمع العراقي، مع تسليط الضوء على أسباب تعاطيها. كان الهدف من ذلك إطلاع الطلبة على الآثار البيولوجية والنفسية للمخدرات على الفرد والمجتمع، مع فهم الأبعاد الاجتماعية والثقافية التي تساهم في انتشار هذه الظاهرة.
- زيادة الوعي حول كيفية التعامل مع المتعاطين وتوفير الدعم المطلوب: استعرضت الدورة أهمية دور الطبيب في تقديم الدعم النفسي والعلاج المناسب للمتعاطين. وقد تم التركيز على أهمية التأهيل الطبي والنفسي للمصابين بالإدمان، وكيفية تعامل الأطباء مع هذه الحالات بشكل مهني يتسم بالتعاطف والاحترام.
- تسليط الضوء على استراتيجيات الوقاية والعلاج من الإدمان: أُعطيت أولوية كبيرة لتسليط الضوء على الأساليب الحديثة والفعالة في الوقاية من الإدمان والعلاج منه. تم عرض استراتيجيات الوقاية التي تشمل التدخلات المبكرة والبرامج التوعوية، بالإضافة إلى الحلول العلاجية المتكاملة التي تجمع بين الطب النفسي والعلاج الاجتماعي.
- تطوير مهارات كشف حالات الإدمان في مراحلها المبكرة: تعلم الطلبة كيفية التعرف على علامات الإدمان في مراحله المبكرة، وهو أمر حيوي لتقديم الدعم والعلاج في الوقت المناسب. تم تدريب الطلبة على الأساليب العلمية لتشخيص هذه الحالات بدقة، مع التأكيد على أهمية الكشف المبكر في تحسين فرص التعافي.
- تقديم استراتيجيات فعّالة للتعافي من المخدرات وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي: تناولت الدورة أحدث الأساليب المتبعة في علاج الإدمان، بدءاً من العلاجات الطبية وصولاً إلى البرامج التأهيلية التي تركز على إعادة دمج المتعاطين في المجتمع بشكل صحي وآمن. كانت هذه الاستراتيجيات تهدف إلى تحقيق استقرار نفسي واجتماعي للمتعافين.
التوصيات:
- ضرورة نشر الوعي بين الشباب حول مخاطر المخدرات وكيفية الوقاية منها: تعد التوعية أول خطوة أساسية للحد من انتشار المخدرات، ولذا يجب العمل على نشر ثقافة الوقاية من المخدرات بين الشباب في المدارس والجامعات، وتفعيل برامج توعوية تركز على المخاطر الصحية والاجتماعية لهذا التوجه.
- تشجيع المؤسسات التعليمية على تنظيم المزيد من الدورات التدريبية في هذا المجال: من المهم تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والصحية لتنظيم دورات تدريبية ومؤتمرات تهدف إلى زيادة الوعي العلمي والعملي حول مكافحة المخدرات. يمكن لهذه الدورات أن تساهم بشكل فعال في رفع مستوى التأهيل المهني للكوادر الطبية والاجتماعية.
- تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للمحتاجين إلى التعافي من الإدمان: يجب تعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتعافين من الإدمان. يشمل ذلك توفير خدمات استشارية ودعماً من الأطباء النفسيين والمتخصصين في إعادة التأهيل الاجتماعي.
- ضرورة التعاون بين الكوادر الطبية والجهات الأمنية والاجتماعية في مكافحة ظاهرة المخدرات: لا يمكن مواجهة هذه الظاهرة بشكل فردي من قبل أي جهة، بل يتطلب ذلك تعاوناً شاملاً بين الكوادر الطبية، الجهات الأمنية، والمنظمات الاجتماعية. هذا التعاون يعد أساسياً لتحقيق فعالية أكبر في محاربة المخدرات والحد من انتشارها.
- تشجيع تطبيق البرامج الوقائية في المدارس والجامعات لتعزيز ثقافة الوعي والمناعة ضد المخدرات: يجب أن تتبنى المدارس والجامعات برامج وقائية مستمرة لتعزيز ثقافة الوعي بين الطلاب حول المخاطر المرتبطة بتعاطي المخدرات. يساعد هذا النوع من البرامج في بناء مناعة نفسية ضد هذه الآفة في مراحل مبكرة من حياة الشباب.
خاتمة:
لقد شكلت هذه الدورة التوعوية خطوة هامة في تعزيز وعي طلبة كلية الطب حول مشكلة المخدرات وأثرها في المجتمع العراقي. كما أكدت على الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الأطباء في الوقاية والعلاج من الإدمان. إن تضافر الجهود بين المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية يمثل الأساس في معالجة هذه الظاهرة بشكل مستدام وفعال.