(منْ تحتِ الرُّكامِ تَنبثقُ الحياةُ عِبرَ بوابةِ الجامعاتِ) 

في لحظاتٍ تَختبرُ فيها الشعوب أقسى الظروف، تبقى الجامعات هي الشرارة الأولى لعودة الحياة، والمكان الذي تُرمَّم فيه الأرواح قبل الأبنية، وتُصنع فيه النهضة قبل أن تُعاد الإعمار.

اليوم، وفي مشهدٍ إنسانيّ يختصر قوة الإرادة الفلسطينية، تستقبل الجامعة الإسلامية في غزة طلبة المرحلة الأولى في كلية التمريض وكلية الهندسة بعد عامين من التوقف بسبب الحرب، معلنةً أن العلم لا يُهزم، وأن الجامعات هي القلب الذي يعيدُ ضخ الحياة في مجتمع أنهكته الحروب. 

       إن عودة الطلبة إلى قاعات المحاضرات، بعد أن كانوا قبل أسابيع تحت ركام المنازل والمختبرات، تمثل انتصارًا للمعرفة، ورسالة واضحة بأن الجامعات مؤسساتٍ تعليمية تصوغ الحياة وتُعيد البناء، وتنهض بالمجتمع، وتصنع الأمل من جديد.

       وفي جامعة نينوى، نؤمن بأن النهضة تبدأ من مقعدٍ دراسي، ومن فكرةٍ يحملها طالب، ومن مختبر يفتح أبوابه مرة أخرى. ولهذا نثمّن الدور البطولي للجامعات الفلسطينية التي تثبت للعالم أن بناء الإنسان هو الطريق الأول لبناء الوطن، وأن الأملَ زادُ الصابرين والصامدين رغم قساوة الألم.