* يجب العودة إلى الأطعمة الطبيعية التي كان يستسيغها الأقدمون بشبه غريزتهم, بعد أن فقد الإنسان المعاصر إمكانية معرفته بما ينفعه ويضره, أو بما يميل إليه, بشعور النقص لما يحتاج إليه.
ومن القواعد المألوفة التي يجب أن نتبعها, كما يتبعها الحيوان, تناول المآكل أقرب ما تكون من حالتها الطبيعية. فتصنيع الأكل, كما يجري حاليا في المدنية الحديثة, قد يكون من أكثر العوامل ضرراً في الصحة, لأننا في النهاية أبناء البيئة ومن سلالة هذا الحيوان ذاته, فلا يجوز أن نخرج عن القواعد التي اعتمدها بفضل الغريزة مدى الأحقاب المتطاولة والأزمنة الغابرة.
ألف سلام وذكرى طيبة على تلك الأيام, التي لم تكن فيها المغروسات والمزروعات ترش بهذه المواد السامة والقاتلة لكل شيء تقريباً سوى جراثيم الأوبئة والأمراض التي تحتجب ثم تظهر أقوى فأقوى. وكان لبنان جنة الطيور والحيوان من جميع الأصناف التي تقطن هذه المنطقة أو تأتيها هجرة.
ومن آثار استخدام الأسمدة الكيماوية أن هذه الأسمدة تؤثر في قيمة المواد المنتجة الغذائية, وتخفض من الفيتامينات وسواها من الشحنة المعدنية والغذائية للمنتجات الزراعية. وهكذا تتسبب بشكل غير مباشر بالكثير من أمراض التغذية, فيما عدا أنها تفقد الطعام المأكول كل نكهة تقريباً.
ثم جاء السماد الكيماوي ويبدو أنه لم يكن خالياً من الأوبئة الجديدة, أو أن اليد الرأسمالية المنتجة للأدوية الزراعية دسّت فيه بعض الأوبئة ثم جائت الدعاوة الواسعة لاستخدام المبيدات الحشرية, ووُرِّدَت إلينا المبيدات المسمة جدا بعد الحرب العالمية الثانية وكان قد اخترعها العلماء لاستخدامها في الحرب ولغاية قتل الانسان. فلما وقع السلم, تحولت المصانع في الترويج الى استخدامها ضد الحشرات والآفات الضارة.