بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من تشرين الأول من كل عام، نظمت كلية التمريض بجامعة نينوى ندوة علمية توعوية تحت شعار: “من أجل إنسانٍ متماسك في وجه الأزمات – معًا من أجل الصحة النفسية”.
هدفت الندوة إلى تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية، وتسليط الضوء على سبل الوقاية والدعم النفسي للأفراد في مختلف مراحل الحياة، لاسيما في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمع.
استهلت الندوة بكلمة عميد كلية التمريض الأستاذ الدكتور رضوان حسين إبراهيم، أشار فيها إلى أهمية اليوم العالمي للصحة النفسية في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التوازن النفسي ودوره في تحسين جودة الحياة، واستعرض خلال كلمته أبرز الإنجازات المتحققة في مجال دعم الصحة النفسية على مستوى الكلية والجامعة، إلى جانب الرؤية المستقبلية الرامية إلى توسيع نطاق البرامج التوعوية والتدريبية الهادفة إلى بناء بيئة جامعية داعمة للصحة النفسية.
شهدت الندوة حضوراً مميزاً تقدّمه الأستاذ الدكتور مزاحم قاسم الخياط، رئيس لجنة التعليم النيابية، الذي أشاد بدور كلية التمريض في تنظيم الأنشطة العلمية التي تعزز الصحة النفسية في الوسط الجامعي والمجتمعي، مؤكداً على أهمية دمج مفاهيم الصحة النفسية في السياسات التعليمية والصحية الوطنية ، كما شاركت في الندوة الأستاذ الدكتورة إلهام خطاب الجماس، الأستاذة المتمرسة واستشارية الطب النفسي، التي قدّمت رؤية علمية قيّمة حول واقع الصحة النفسية في العراق والتحديات التي تواجه خدمات الدعم النفسي، مؤكدة على أهمية الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والطبية في هذا المجال.
تضمنت الندوة محاضرات علمية قدمها عدد من التدريسيين المتخصصين في مجال التمريض النفسي والصحة العقلية، تناولت محاور متعددة، من أبرزها:
• أهمية الدعم النفسي في البيئة الجامعية والمجتمعية
• أثر الاضطرابات النفسية على جودة الحياة والصحة العامة
• استراتيجيات التكيف الإيجابي ومهارات إدارة الضغوط النفسية
كما تم خلال الندوة استعراض أبرز الحملات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية خلال الأعوام الخمسة الماضية، والتي ركزت على محاور متنوعة مثل الاكتئاب، والصحة النفسية في أماكن العمل، ودعم المراهقين والشباب، والوقاية من الانتحار، وتعزيز الرعاية النفسية المجتمعية.
دور كلية التمريض بجامعة نينوى في دعم الصحة النفسية:
على مدى السنوات الخمس الماضية، أولت كلية التمريض اهتماماً متزايداً بمجال الصحة النفسية من خلال إدراج موضوعاتها ضمن المناهج الدراسية، وتنظيم ورش عمل وحملات توعوية داخل الجامعة وخارجها بالتعاون مع دائرة صحة نينوى. كما شاركت الكلية في مبادرات وطنية تهدف إلى الحد من وصمة المرض النفسي وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة المهنية.
وقد نفذت الكلية برامج تثقيفية موجهة للطلبة والعاملين في المجال الصحي حول مهارات التواصل الفعّال، وإدارة الضغوط، والعناية الذاتية، مما ساهم في بناء بيئة جامعية أكثر وعياً ودعماً للصحة النفسية.
توصيات الندوة:
في ختام الندوة، خرج المشاركون بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها:
1. تعزيز التعاون بين كلية التمريض ودائرة صحة نينوى في مجالات التدريب والدعم النفسي المجتمعي.
2. إدخال برامج تدريبية حول الصحة النفسية والإسعاف النفسي الأولي ضمن مقررات طلبة التمريض.
3. تنفيذ حملات توعية مستمرة تستهدف الطلبة وأفراد المجتمع للحد من الوصمة المرتبطة بالاضطرابات النفسية.
4. تشجيع البحث العلمي في مجال الصحة النفسية والرفاه النفسي بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة.
وفي الختام، أكد عميد الكلية أن هذه الفعاليات تأتي ضمن سياسة الجامعة الرامية إلى تعزيز الصحة الشاملة للمجتمع ودعم التوجهات الوطنية في تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة في العراق.
